9‏/11‏/2010

العَالَم يموتُ غرقاً بالمياه !!

منذ العصور قبل الصناعية، ازدادت حرارة الأرض نحو 0,75 درجة مئوية. ومنذ التسعينات، شهد العالم 11 عاماً من الأكثر دفئاً خلال الـ 125 سنة الماضية، واعتبر العام 2005 الأكثر دفئاً في السجلات. ويظهر فحص عينات جوفية من الجليد أن كمية ثاني أوكسيد الكربون الموجودة حالياً في الغلاف الجوي هي أكبر مما كانت في أي وقت آخر منذ 600,000 سنة. وفي الفترة 1960 - 2002 ازدادت الانبعاثات العالمية الناتجة عن الأنشطة الصناعية نحو ثلاثة أضعاف سنوياً، وقد ارتفعت بنسبة 33 في المئة منذ 1087 .

وذلك لعدة أسباب ومنها :                       
           _ استخدام الوفود بكثرة مثل الفحم .
           _ تقليل مساحات الغابات وبناء المساكن أدى إلى زيادة نسبة ثاني أكسيد الكربون في الجو مما يُسبب
             التمدد الحراري ولذلك يرتفع مستوى سطح البحر ويحدث الذوبان المتوقع لبعض المناطق الجليدية .


ذوبان الجليد


ومن المتوقع أن ترتفع درجات الحرارة خلال هذا القرن بين 1,4 و5,8 درجات مئوية،  وارتفاع مستوى سطح البحر بين 18 و 59 سم مما يؤدي إلى غرق بعض المناطق الساحلية وتأثر السياحة والتجارة بالموانئ ، وقد أصبحت آثار تغير المناخ واضحة ومرئية , ومن الأمثلة على ذلك تسارع ارتفاع مستوى البحار، وزيادة شدة العواصف والاعاصير ، والتحولات في نطاقات النباتات والحيوانات.

على رغم أن المحاصيل الزراعية قد تزداد في بعض المناطق نتيجة لتغير المناخ، فمن المرجح أن تسود الآثار السلبية مع زيادة الاحترار. وأفريقيا معرضة بشكل خاص، حيث تحذر الدراسات من احتمال ازدياد الجوع بدرجة هائلة. وتعتمد المجتمعات الفقيرة اعتماداً مباشراً على المناخ المستقر والمؤاتي لكسب عيشها. وغالباً ما تعول على زراعة الكفاف التي تغذيها الأمطار، وتعتمد بدرجة كبيرة على الظواهر المناخية، مثل الرياح الموسمية الآسيوية. كما أنها الأكثر ضعفاً أمام الأحوال المناخية الحادة مثل الجفاف والعواصف الاستوائية.

ارتفاع مستوى سطح المياه
 ومن المردودات المتوقعة على قارة إفريقيا :
                        _ ما بين 75 و 250 مليون شخص يمكن أن يواجهوا نقص في المياه خلال عام 2020
                        _  تأثر دلتا النيل بالسلب .
                        _  قد تنخفض الزراعة التي تعتمد على مياه الأمطار بنسبة 50 % .
                        _ انتشار بعض الأمراض كالملاريا 
                        _ انقراض بعض الكائنات الحية بنسبة 20%:30% بسبب ارتفاع درجة الحرارة .

أما عن ما يُتوقع حدوثه في مصر إثر التغييرات المناخية :
                               -  ارتفاع مستوى سطح البحر وغرق جزء كبير من دلتا النيل .
                               - نقص موارد المياه حيث أن زيادة الاعتماد على مياه الري ومعدلات البحر 
                                  والاستهلاك  السكاني تؤدي إلى محدودية المياه.
                               -  نقص الإنتاج الزراعي وإختفاء بعض المحاصيل الزراعية .
                               - إبيضاض الشعاب المرجاينة بالبحر الأحمر يؤثر سلباً على السياحة المصرية .

إبيضاض الشعاب المرجانية
 وفي رحلتنا الميدانية في اخر أيام ورشة العمل ذهبنا إلى قرية تدعى ( قرية الخريجين ) وهي قرية بالقرب من مدينة رشيد وأدى ارتفاع سطح البحر في هذه المنطقة إلى ظهور الأملاح فوق تربة الأرض التي يعيش فوقها المقيمين بالقرية حيث لا تصلح تربة الأرض للزاعة تماماً .

ظهور الأملاح فوق سطح التربة
ولذلك يقوم المقيمين بردم التربة بالرمال فوق الأملاح حتى تصلح الأرض للزراعة ويحصدون منها أُكلهم ولكن كما ظهرت الأملاح فوق سطح التربة مرة فإنها ستظهر مرة اخرى بعد حينٍ أو اخر وكل ذلك بسبب إرتفاع مستوى المياه ...........

ردم التربة بالرمال


ورغم كل ذلك .. هناك الكثير من الخيارات المتاحة لتفادي تغير المناخ الكارثي. من ضمن ما تشتمل إجراء تحسينات في كفاءة الطاقة حول العالم، والتحول الى الموارد المنخفضة الكربون والمتجددة مثل طاقة الشمس والرياح والطاقة الحيوية والطاقة الأرضية الحرارية. وهناك امكانية لاحتباس ثاني أوكسيد الكربون وتخزينه، في حين يعتبر عدد من المحللين أن الطاقة النووية يمكن أن تلعب دوراً بارزاً وبذلك يكون ترشيد لإستهلاك الطاقة ، كما تشتمل كذلك على ترشيد إستهلاك المياه ، وتحويل الوقود - الملوّث للبيئة - إلى غاز طبيعي ، وفصل المخلفات من مصادرها  .

شكر خاص لفريق عمل الورشة

                                                                                  كتبه    :  ....  خالد النادي  ....

هناك تعليق واحد:

  1. مقال محدد وملخص ويصيب هدفه تماما
    رائع يا خالد استمر

    ردحذف